ما سبب الشعور الدائم بالجوع؟
إذا ارتدينا الملابس الشتوية، وحافظنا على بيوتنا دافئة طوال الوقت فلن تتسبب الأجواء الباردة أية تغيرات جوهرية في شهيتنا وإقبالنا على الطعام .
وبحسب الدكتور جيريمي توملينسون، أستاذ الغدد الصماء في جامعة برمنغهام فإن لأجسامنا قدرة كبيرة على الاحتفاظ بدرجات حرارتها، حتى في فصل الشتاء، لذلك فإن الشعور بالجوع منشؤه الذهن والتفكير فقط، ويمكن أن نعزوه إلى هرمون الميلاتونين مثلاً، الذي يحفزه الظلام، ويكسبنا الشعور بالنعاس .
أما الدكتور بيري باريت، الباحث المتخصص في زيادة وزن الثدييات خلال الفصول الأربعة في جامعة ابيردين، فيشير من جانبه إلى أن نسب هرمون الميلاتونين في أجسامنا تنخفض في فصلي الربيع والصيف، وترتفع في الشتاء والخريف، وبالتالي فقد يكون للهرمون دور كبير في تحريك الشهية للطعام .
وزيادة الميلاتونين في أغلبية الثدييات تقلل من الشعور بالجوع، وهي آلية مناسبة للتعامل مع تضاؤل موارد الغذاء، ولكن في بعض الأنواع تحدث نفس الآلية آثاراً عكسية، لذا فإنه من الممكن أن يكون هذا هو السبب في الشعور بالجوع وبالتالي زيادة الوزن لدى الإنسان .
ما سبب تلهفنا على الطعام ؟
ما يثير الدهشة هو أن مقدار ما نأكله في فصلي الربيع والصيف يفوق ما نأكله في فصلي الشتاء والخريف، وما يحدث في الحقيقة هو أننا نغير نوعية الطعام في الخريف .
ويقول الدكتور باريت “إننا ندخل إلى أجسامنا كميات كبيرة من المواد الكربوهيدراتية في الربيع والصيف، لكننا نميل في الخريف إلى الأطعمة الغنية بالدهون رغبة منا في اكتساب شعور بالبهجة” .
ويرى البروفيسور كريج جاكسون، رئيس قسم علم النفس في جامعة مدينة برمنغهام أننا نميل في الشتاء إلى قليل من المرح والسعادة، لشعورنا بأن الجو العام في الشتاء يكسوه الملل بسبب أجوائه الباردة، والأمطار والظلام . وبحسب البروفيسور جاكسون، فقد أظهرت الدراسات أنه عندما تسيطر علينا مشاعر الملل، نلجأ إلى تناول الأطعمة السهلة والمتوفرة تحت ناظرينا، بمقدار مرتين عن الأحوال العادية . كما نميل في الشتاء إلى تناول الأطعمة الغنية بالطاقة، والسعرات الحرارية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات . وتنشأ المشكلة عندما تقوم هذه الوجبات السريعة بخفض مفاجئ في مستويات سكر الدم، ما يجعل الإنسان يهفو إلى الطعام، ويدخل بذلك صراعاً من الكر والفر، ويخزن الجسم السعرات الحرارية الزائدة في شكل دهون .
ويتعجب كثيرون من ازدياد وزنهم في الشتاء بالرغم من ثبات كميات الطعام التي اعتادوا تناولها طوال فصول السنة، ويعزو الباحثون ذلك إلى نقص فيتامين D المرتبط بالتعرض لأشعة الشمس، التي يقل سطوعها في الشتاء، علاوة على أن الناس يقلون كثيراً من الخروج من بيوتهم، وإذا حدث ذلك فإنهم يخرجون وهم يرتدون الملابس الشتوية الثقيلة، والقفازات، وأغطية الرأس، ما يقلل من فرص تعرض الجلد لأشعة الشمس، بحسب الدكتورة ستيفاني ديلون، المحاضرة الأولى في التغذية في جامعة سنترال لانكشاير . وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن نقص مخزون فيتامين D يجعل الجسم يخزن مزيداً من الدهون . وتقول الدكتورة ديلون “إن نقص الفيتامين يقلل من تكسير مخزون الطاقة في الجسم، فتظل السعرات التي تدخله مخزنة في شكل خلايا دهنية، بدلاً من تحويلها إلى طاقة يستفيد منها الجسم” . وتشير الدكتورة ديلون إلى ما أظهرته دراسات عدة من ارتباط السمنة وزيادة الوزن بنقص فيتامين D، وهي تنصح بتناول المزيد من الأسماك، والتعرض لأشعة الشمس لمدة 20 دقيقة يومياً .