هل نحتاج إلى المزيد من الطعام لنظل دافئين؟
هناك اعتقاد شائع بضرورة تناول المزيد من الطعام لاكتساب الدفء، ويقول الدكتور أحمد أحمد، استشاري جراحة الجهاز الهضمي وعلاج البدانة في مستشفى بوبا كرومويل في لندن “إن هذا الاعتقاد خطأ، إذ إن الأشخاص الذين تزداد أوزانهم في الشتاء يشعرون بالبرد أيضاً أكثر من غيرهم” .
ويضيف “إن زيادة كميات الطعام تسبب زيادة السعرات الحرارية، ومن ثم زيادة الوزن لأن الجسم يترجم هذه الكميات الزائدة إلى دهون بيضاء في حين أن الدهون التي تكسب الجسم الدفء تكون بنية اللون، كالتي لدى الأطفال الصغار، بسبب برمجة جينية” .
وفي حين تقوم الدهون البيضاء بتخزين الطاقة، فإن الدهون البنية تقوم بحرق السعرات الحرارية لإنتاج الطاقة والدفء، فما السبب، إذاً، في الميل لتناول المزيد من الطعام عند الشعور ببرد الشتاء؟
يوضح الدكتور أحمد “ان فصول الشتاء ارتبطت في الماضي بالمجاعات، فافترضت إحدى النظريات وتعرف بنظرية “الجين المقتصد”، أننا مبرمجون جينياً لزيادة مخزون الدهون في فصل الخريف من أجل البقاء والقدرة على مواصلة العيش في فصل الشتاء، والمشكلة هي أننا لم نعد الآن في حاجة لتخزين الدهون كما كان يفعل أجدادنا، بسبب وفرة الطعام طوال أوقات السنة، فلم تعد هناك مجاعات، وبالتالي لم نعد نستهلك مخزون الطعام” . ولا تعد تلك حجة مقنعة لزيادة أوزاننا شتاء وإن كانت النظرية صحيحة، فمن الناحية النظرية، من الممكن أن تميل جيناتنا إلى تخزين الدهون، لكن ذلك لا يمنعنا من السيطرة على مجريات الأمور، وعلى ما نتناوله من طعام، بحسب الدكتور أحمد .