ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺮﻕ
ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻧﺒﺄ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺳﺘﻐﺮﻕ ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻗﻮﺍﺭﺏ ﻭﻫﻤﺖ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺐ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ . ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ، ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺤﺐ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ .
ﻣﺮ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﺿﺨﻢ ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺤﺐ : " ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬﻧﻲ ﻣﻌﻚ ﻳﺎ ﺛﺮﺍﺀ؟ "
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ : " ﻻ ، ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﺭﺑﻲ . ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻚ ﻫﻨﺎ ".
ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺨﻴﻼﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺭﺓ ﺑﻘﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﺟﻤﻴﻞ " . ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎ ﺧﻴﻼﺀ ﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ "!
ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : " ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻳﺎ ﺣﺐ . ﺃﻧﺖ ﻣﺒﻠﻞ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺴﺪ ﻗﺎﺭﺑﻲ ". ﺛﻢ ﻣﺮ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺤﺐ : " ﺩﻋﻨﻲ
ﺃﺭﺍﻓﻘﻚ ﻳﺎ ﺣﺰﻥ ". ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺤﺰﻥ : " ﺃﻭﻩ ... ﺃﻧﺎ ﺣﺰﻳﻦ ﺟﺪﺍً ﻳﺎ ﺣﺐ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺣﻴﺪﺍً .
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻳﻀﺎً ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﺎ .
ﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺤﺐ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﻨﺎﺩﻱ : ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﺣﺐ ، ﺳﺂﺧﺬﻙ ". ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﺎً ﻣﺴﻨﺎً .
ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻏﺎﻣﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎﻥ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ، ﻣﻀﻰ ﺍﻟﻤﻨﻘﺬ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ، ﻓﺄﺩﺭﻙ ﺍﻟﺤﺐ ﻛﻢ ﻳﺪﻳﻦ ﻟﻪ .
ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ : " ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻘﺬﻧﻲ؟ " ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ " : ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ". ﻓﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﺤﺐ " : ﺍﻟﺰﻣﻦ؟ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﻘﺬﻧﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ؟ " ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ : " ﻷﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺣﺪﻩ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ".
الحكمة : ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻐﺮﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﻮﺭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .. ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺐ ﺑﻴﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﻭﺷﺎﺏ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺣﺐ ﺷﺎﻣﻞ ﻛﺒﻴﺮ .