الشاب الذي ينتقد الموبايل
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ..
ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻫﺎ ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ....
ﺩﺧﻞ ﺷﺎﺏ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﻩ ﻓﺎﺭﻏﺎ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﺑﺸﻐﻒ ... ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ...
ﻟﻤﺢ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻤﺘﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻥ ﻫﺎﺗﻔﻬﻢ ... ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺠﻠﺲ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺗﺮﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺨﻠﻮﻱ ... ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻜﺒﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺍﺳﺘﻬﺠﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻟﻠﻬﺎﺗﻒ ...
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ .. ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ...
ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﺣﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺧﻠﺪﻩ ...
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻟﻤﺢ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺨﺮﺝ
ﻣﻮﺑﺎﻳﻠﻪ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ .. ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺎﺭ
ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ...
ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻋﻦ ﺳﺮ ﻣﻨﺎﺩﺍﺗﻪ ... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻭﺻﻞ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ : " ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﻮﺑﺎﻳﻞ ﻫﻨﺎ؟ ...."
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺏ : " ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﻃﺎﺭﻯﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﻠﻔﺎً ﻟﻬﻢ ..."
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ : " ﺇﺫﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﺘﻬﺠﻦ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ
ﻟﺠﻬﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺨﻠﻮﻱ؟ ."
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ : " ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻬﻢ "...
ﺣﺮﻙ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : " ﺳﻨﺮﻯ .."!
ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ
ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ .. ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ : " ﺇﻧﻪ
ﺃﺧﻲ ﻳﻄﻤﺌﻨﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ...."
ﺛﻢ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻷﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻻﺳﺘﻬﺠﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺳﻞ ﻻﺑﻨﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺃﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺳﺄﻋﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻨﺎ ..."
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : " ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻚ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .. ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ
ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﺧﺎﻃﺌﻮﻥ ﻭﺃﻧﻚ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ... ﻻ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﺎﻷﺧﺮﻳﻦ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻚ ..."