ما سبب أننا نستيقظ أحيانا نشيطين ومرات أخرى نشعر بالكسل والرغبة في النوم رغم حصولنا على نفس عدد ساعات النوم بالليل؟
يتعلق هذا الأمر بطبيعة النوم. فالنائم يمر خلال نومه بعدة دورات خلال كل دورة يمر النائم بعدة مراحل من النوم ثم تعود وتتكرر هذه الدورات مع مضي ساعات النوم ، والدورات هي: النوم الخفيف الذي يُمكن الاستيقاظ منه بسهولة (المرحلة الأولى والثانية)، والنوم العميق الذي يصعب الاستيقاظ منه والذي يشعر من يستيقظ منه بالكسل والرغبة في النوم والاختلاط الذهني وعدم التركيز أحيانا، وبعد ذلك مرحلة الأحلام.
خلق الله في مخ الانسان ما يمكننا عُرفا أن نسميه ساعة منبه بيولوجية توقظ النائم من نومه خلال مراحل النوم الخفيفة التي يشعر النائم عند استيقاظه منها بالنشاط، في حين أن ساعة المنبه التقليدية المعتادة تضبط على توقيت معين ومحدد يوقظ النائم في نفس الوقت بغض النظر عن مرحلة النوم التي هو بها عند بدء المنبه. فإن صادف أن استيقظ النائم من مرحلة النوم العميق فإنه سيشعر بالرغبة في النوم والكسل وقد يستمر ذلك معه لساعة أو أكثر بعد استيقاظه.
هناك معلومة أخرى مهمة، وهي أن توزيع مراحل النوم في دورات النوم يختلف مع تقدم النوم، بمعنى أن النائم يقضي نسب أعلى في النوم العميق في الدورات الأولى من النوم مقارنة بالدورات المتأخرة. عمليا، يقضي النائم نسبة أكبر في النوم العميق في الساعات الثلاث الأولى من النوم الليلي. لذلك ولتجنب الشعور بالخمول نهارا وصعوبة الاستيقاظ من المهم النوم مبكرا بقدر الإمكان وعدم التعرض للجهد الجسدي أو الذهني قبل النوم بساعتين مثل العمل على الكمبيوتر لأن هذا الاجهاد يزيد من نسبة ورغبة الجسم في النوم العميق. النوم المبكر ولساعات كافية ينتج عنه حصول الجسم على حاجته من النوم العميق قبل حلول وقت الاستيقاظ.