سؤال سخيف
ذات يوم اتجه ثلاثة حكماء إلى بلدة بعيدة كان يعتقد أن أكثر الرجال حكمة في العالم يقطن فيها. بحث الحكماء عن ذلك الرجل الذي كان يدعى عز الدين فوجدوه أخيراً ليطرحوا عليه أكثر الأسئلة صعوبة في ذلك العصر.
وقف عز الدين أمام الحكماء وبدأ يصغي لهم، فسأله الأول: "أين يقع مركز الكرة الأرضية؟"
فأجاب عز الدين: "تحت قدمي." ثم قال له الرجل "كيف لك أن تثبت ذلك؟" فأجاب: "إن لم تصدقني، يمكنك قياس ذلك." فصمت الرجل وترك المجال لصديقيه كي يطرحا أسئلتهما.
جاء دور الرجل الثاني فطرحه سؤاله قائلاً: "كم عدد النجوم في السماء؟" فأجاب عز الدين: "كعدد شعر حماري هذا." ثم قال له الرجل: "ما هذا الهراء؟ هل لك أن تثبت هذا الأمر؟" فأجاب عز الدين: "يمكنك أن تعد شعر حماري ثم النجوم لترى ما إذا كنت صادقاً أم لا." ولم يسع الرجل إلا أن يصمت.
نظر الرجل الثالث إلى عز الدين وقد بدأ يتضايق وينزعج من أسلوبه. تقدم ذلك الرجل وسأل عز الدين باستهزاء: "يبدو أنك تعرف الكثير عن حمارك هذا. هلا أخبرتنا كم عدد الشعرات في ذيله؟"
فأجاب عز الدين: "كعدد الشعرات في ذقنك." ثم قال له الرجل: "هراء. هذه الإجابة حمقاء. كيف لك أن تعرف كم عدد الشعر في ذقني؟"
ثم قال عز الدين: "حسناً إذاً، يمكنك أن تنتف شعرة من ذل حماري مقابل كل شعرة أنتفها من ذقنك، وإذا نفذ الشعر من ذيل حماري قبل أن تنفذ الشعرات من ذقنك أو العكس دون أن تنفذ في المكانين في الوقت ذاته، فعندها سأكون مخطئاً."
فأصر الرجل الذي لن يود أن يسمح بنتف ذقنه طبعاً: "يا لهذا الجواب السخيف وغير المنطقي."
ثم رد عز الدين بالقول: "السؤال السخيف يتطلب إجابة سخيفة."