العراضة الدمشقية
تراث وفلكلور دمشقي قديم تأصّل في نفوس وأذهان أهل الشام بشيبهم وشبابهم،حتى اعتادوا عليها في جميع أفراحهم ومناسباتهم لاسيّما الأعراس منها وحفلات الزفاف .
ففي يوم زفاف الشاب يذهب العريس مع بعض أصدقائه ورفاقه وأقربائه إلى الحمّام، ومن ثمّ يذهب إلى الحلاق أو يأتي الحلاق إليه ليقص شعره ويحلق ذقنه، وبعد صلاة المغرب تجري مرحلة التلبيسة (أي تلبيسة العريس لطقم زفافه)، وقد درجت العادة أن تكون العراضة مرافقة أساسية لفعاليات العرس الشامي، وتكون التلبيسة في غير دار العريس، حيث ينهض أحد الموكلين بالعريس وأصدقائه وأقربائه، ويتم خلع ثياب العريس ويبدؤون بتلبيسه طقمه الجديد بعد تعطيره، بينما ينهض أحد الشباب والذي يطلق عليه عادةً اسم (الوصّيف) ويُحمل على الأكتاف من قبل الشباب المتحمسين والقبضايات ليقوم بقيادة العراضة، فيقوم بالوصف بينما يبدأ المدعوون بالترديد والنداءات والتصفيق بمرافقة الطبل والرقص والفرح والمرح وغير ذلك من قبل الشباب. وهنا تتعالى الأصوات ..
فيقول الوصّيف :
عريس الزين يتهنى
يطلب علينا ويتمنى
عريس الزين ياغالي
ياعودأخضر شيّالي
عريس الزين مابيعوا
لوجاب لي التمن غالي
وبعد أن تنتهي مرحلة التلبيسة للعريس، يمشي وسط المدعوين أو يُحمل على الأكتاف، وفي هذه الفترة تجري لعبة السيف والترس حيث تسمع قرقعة السيوف وكأنها سيمفونية رائعة الأنغام ترافقها الموسيقى في بعض الأحيان.
ثم يذهب موكب العراضة إلى الصالة التي يتوافد المدعوون من الرجال والشباب إليها، وبعد تبادل عبارات الترحيب بالمدعوين من قبل أهل العريس،قد يتخلل ذلك سماع قصة المولد النبوي الشريف، ويتم خلالها توزيع البوظة في فصل الصيف والمحلاية (كشك الأمراء) في فصل الشتاء مضافاً إليه المُلبّس والقهوة المرّة .
وفي هذه الأيام بدأت العراضة تنتظم في فرق خاصة حتى بدت وكأنها مهنة يتعيّش أصحابها ومحبوها منها، وبدأت هذه المهنة تتطور، حيث يلبس أعضاء الفرقة زيّاً موحداً يعبّر عن التراث والأصالة الدمشقية ويحملون السيوف والمشاعل والمزامير والطبل والدربكة .
الزغرودة الشامية
الزغرودة أو (الزلغوطة) ظاهرة اجتماعية استمدت قيمتها الذاتية والموضوعية من خلال السلوك الاجتماعي في فترة معينة من الزمن، وهي ترتبط بشكل مباشر بتراثنا الشعبي، تتحدث فيه عن تلك الحياة الاجتماعية في البيت والساحات العامة والأسواق، تبيّن الضرورات المادية من أدوات ومن خلال الاصطلاحات ضمن الزغرودة، والزغرودة هي جزء من الأغنية الشعبية، إلاّ أنها جزء منفرد . ومن الزغاريد نذكر_ زغرودة العروس :
أوها بناتنا مخبّاية
أوها ورجالنا مربّاية
أوها وجهازها عالموضة
أوها سجادة ومـرايــــــــــة
ولي لي لي ليــــــــــــــــــــــش
كما توجد زغاريد للعريس وزغاريد بمناسبة الولادة والطهور.
وقد تتغيّر في الزغاريد والعراضات بعض الكلمات، وما ذلك إلاّ بسبب المفردات بين منطقة وأخرى، إلاّ أنها تبقى بحد ذاتها تعبّر عن حياة أجدادنا التي ما زال بعضها باقياً في كثير من أحياء الــشــام
نقلاً عن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]