ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺟﺪﺍً
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ اﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ! ... ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻳﻬﻄﻞ ﺑﺸﺪﺓ ... ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﻤﻈﻠﻪ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻳﺤﺘﻤﻲ ﺑﺴﺘﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ .
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻗﻒ
ﻛﺎﻟﺼﻨﻢ ! ... ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺭﺛﺔ .. ﻗﺪ ﺗﺸﻘﻖ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ .. ﺣﺘﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻇﻨﻪ ﺗﻤﺜﺎﻻ ! ... ﺷﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻫﻦ .. ﻭﺩﻣﻌﺔ ﺗﺒﻌﺚ ﺍﻟﺪﻓﺊ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ .
ﻧﻈﺮ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺎﺭﻩ ﺑﺈﺳﺘﺤﻘﺎﺭ .. ﺳﺎﺋﻼ .. " ﺍﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻓﻀﻞ ؟
" ... ﻭﺍﺿﻌﺎ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻈﺔ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻜﺒﺮ ﻗﺎﺋﻼ : ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ؟
ﻓﺮﺩ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ : ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻲ !
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺫﻫﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺗﺒﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ !
ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻄﺮ !
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻓﻨﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ !! ...
ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ... ﻻﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻫﻨﺎ ﻭﻳﻤﻨﻊ
ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻫﻨﺎ ﺭﺟﺎﺀ !
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﻏﻀﺐ .. ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻗﻢ b1 ﺭﻗﻢ 1 ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻓﻀﻞ ﺟﻨﺎﺡ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ (( ﺛﻢ ﺍﻛﻤﻞ ﺳﻴﺮﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ
ﻗﺎﺋﻼ : " ﺳﺄﺧﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ .. ﻓﻬﻼ ﺟﻬﺰﺕ ﻟﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﺍﻝ ﺭﻭﻟﺰ ﺭﺍﻳﺲ "؟
ﺻﻌﻖ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﻣﻲ .. ﻓﺤﺘﻰ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﻣﻼﺑﺲ ﺃﻓﻀﻞ
ﻣﻨﻪ !! ... ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺧﺮﺝ ﺭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻠﺬﻱ ﺩﺧﻞ !!
ﺑﺪﻟﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ .. ﻭﺭﺑﻄﺔ ﻋﻨﻖ ﻭﺣﺬﺍﺀ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻹﺿﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻓﺘﻪ !
ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ! ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺍﻛﺐ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺮﻭﻟﺰ ﺭﺍﻳﺲ !ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ... ﻛﻢ
ﻣﺮﺗﺒﻚ ؟
ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ 3000 ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻴﺪﻱ
ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻫﻞ ﻳﻜﻔﻴﻚ ؟
ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ : ﻟﻴﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺳﻴﺪﻱ
ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺯﻳﺎﺩﺓ ؟
ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ : ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻴﺪﻱ
ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﻫﻨﺎ ؟
ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺎﺣﺮﺍﺝ : بلى
ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺗﺒﺎً ﻟﻜﻢ .. ﺗﺮﺗﺒﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺴﺐ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺪﻝ
ﺳﻠﻮﻛﻚ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ... ﻭﺃﺭﺩﻑ ﻗﺎﺋﻼ : ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺘﺎﺀ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺟﺮﺏ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ... ﺃﺧﺮﺝ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻛﺎﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ .. ﻛﻲ ﺃﺣﺲ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ !
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﺘﺒﺎ ﻟﻜﻢ .. ﻣﻦ ﻻﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎﻻ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ .. ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ... ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻋﺪﻭﻫﻢ ... ﻓﻼ ﺗﺤﺘﻘﺮﻭﻫﻢ ... ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺻﺪﻗﺔ