ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣن ﺣﻘﺎً؟
ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ، ﻗﺮﺭ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﻠﺨﻤﻮﺭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ . ﻓﺎﻋﺘﺮﺽ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺘﺠﺮ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻓﻨﻈﻤﻮﺍ ﺣﻤﻠﺔ ﻟﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺑﻌﻴﺪﺍً .
ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﻳﻔﺸﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺃﻭ ﻳﺘﻌﺮﺽ
ﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻭﻳﻘﻔﻞ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻭﻗﺒﻴﻞ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ، ﺗﻌﺮﺽ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻤﺘﺠﺮ ﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺑﺮﻕ ﻓﺘﺪﻣﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﺣﺘﺮﻕ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ .
ﻗﺮﺭ ﻣﺎﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮ ﺃﻥ
ﻳﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺩﻣﺎﺭ ﻣﺘﺠﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻌﺪ . ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﺗﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﻲ ﺣﻞ ﺑﻤﺘﺠﺮﻩ ﻭﺃﻥ ﺩﻋﻮﺍﺗﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﺖ
ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ .
ﻭﻓﻲ ﺭﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ ﺿﺪﻫﻢ ، ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ
ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺻﻠﺔ ﺩﻋﻮﺍﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ، ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻮﻋﺪﺓ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ، ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﻋﻠﻖ ﻗﺎﺋﻼً : " ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺳﺄﻗﺮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻤﺘﺠﺮ ﺧﻤﻮﺭ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻌﺒﺪ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺘﻌﺒﺪﻳﻪ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ".
الحكمة : ﻛﻦ ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻋﻠﻰ مبادئك ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎً ﻷﻓﻌﺎﻟﻚ
ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻚ .