ﺍﻟﻤﺮﺗﺎﺣﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺔ
محمد عواد - ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺷﺎﺑﺎً ﻃﻤﻮﺣﺎً ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺑﺪﻧﻲ ﻭﺫﻫﻨﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ... ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﺩﻭﻣﺎً ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻟﻪ .
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻷﻳﻮﺏ ﺑﺴﺮﻋﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺼﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎً
ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻫﻨﺎﻙ 89 ﻳﻮﻣﺎً ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺍً ﺧﺎﺻﺎً ﻟﻪ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭﻃﻮﺍﻝ 60 ﺳﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻬﺎ ، ﻭﺣﺎﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻗﺼﺼﺎً ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ .
ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻬﻠﺔ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺼﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ، ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﺟﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻟﻴﺘﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻳﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ، ﻓﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻤﻦ
ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺩﻭﻥ ﻫﺪﻑ ﻭﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ . ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺗﺄﺗﻲ ﻷﻳﻮﺏ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﻓﻼﻧﺎً ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻭﺃﻥ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﻓﻼﻧﺎً ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺩﻭﻣﺎً ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺒﺮ ﻫﺪﻑ ﺻﻌﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻟﻤﻜﻮﺙ
ﻫﻨﺎﻙ .
ﻗﺮﺭ ﺃﻳﻮﺏ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ 5 ﺃﺷﻬﺮ ، ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻗﺘﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﻫﻮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟
ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺮﺩ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪﺍً ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﺟﻞ ﻫﻨﺎﻙ ... ﺃﻱ ﺑﻠﻐﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻮ ﺻﻌﺪ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﻷﻳﻮﺏ ﺑﺎﻟﻘﻤﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻘﺘﻞ ﺃﻳﻮﺏ ﻟﻔﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ .
ﺃﻳﻮﺏ ﺫﻫﺐ ﻟﻠﺠﺒﻞ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻘﻂ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﺒﺪﺃ ..... ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺧﺸﻴﺔ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﺒﺮ ... ﻓﻮﺍﺻﻞ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻳﻀﺮﺏ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠﺒﻞ
ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ ﻛﻲ ﻳﺼﻞ .... ﻓﻬﻮ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺑﺪﻧﻴﺎً ﻭﺫﻫﻨﻴﺎً ﻭﻧﻔﺴﻴﺎً ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺃﻳﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ؟
ﻭﺻﻞ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﺎﺯ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﺻﻐﻴﺮﺍً ... ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﻭﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﺟﻞ ﺗﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻔﻜﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺟﻠﻬﺎ ﻟﻴﻘﺮﺃ ﻓﻴﻬﺎ : " ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺩﻭﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﻨﺮﺳﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻊ ﻃﻴﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ."
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ، ﻓﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺠﻮﻳﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ... ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻃﻴﻮﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﻭﺍﻟﺨﻀﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ... ﺗﻤﺪﺩ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺧﺸﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺴﻮﺭﺍً ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ﻭﻭﺣﻮﺷﺎً ﻭﺟﻨﺎً ﺧﺒﻴﺜﺎً ﻟﻜﻦ
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻧﻬﺾ ﻟﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺄﻝ
ﻧﻔﺴﻪ : " ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺗﻌﺐ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﻘﻤﺔ ﻫﻨﺎ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻊ
ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ؟ ."
ﻣﻀﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻳﻮﺏ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺗﻤﺎﺭﻳﻨﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻠﺘﻪ ﻟﻠﻘﻤﺔ ، ﻭﺍﻓﺘﺮﺵ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺑﺄﺣﻼﻣﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﻘﻘﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ ... ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
ﺑﺪﺃ ﺃﻳﻮﺏ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺳﻤﻨﺔ .. ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻟﺸﺨﺺ ﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﺍً ﻛﺴﻮﻝ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ .... ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺤﺴﻢ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺭﻗﻢ .89 ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺰﺍﺟﻞ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻭﻓﻴﻬﺎ :
" ﺑﻘﻲ ﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻓﺸﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﻟﺼﻌﻮﺩ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ."!!!
ﺃﻳﻮﺏ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ : " ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻤﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻓﺴﺎﺩ ﺃﺣﻼﻣﻲ ...."
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ : " ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺟﺌﺖ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﻕ ﺣﻠﻤﻚ ﺑﻞ ﻛﻲ ﺃﺣﻘﻖ
ﺣﻠﻤﻲ ."
ﺃﻳﻮﺏ : " ﻭﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﻤﻖ ﺃﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺰﻳﻤﺘﻲ؟ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ."!
ﺃﺣﻤﺪ : " ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ ، ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﻛﻲ ﺃﻗﺎﺗﻠﻚ ﻓﺎﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﻲ ﺁﺧﺬ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻵﻥ ."
ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺧﻄﻮﺗﻴﻦ ﻓﻘﻂ ، ﻟﻜﻦ
ﺃﻳﻮﺏ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺛﻘﻞ ﻭﺯﻧﻪ ... ﻓﺠﻤﻊ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﻣﻀﻰ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﻷﻳﻮﺏ
ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ : " ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺍﻵﻥ ، ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻗﻤﺘﻚ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ
ﺧﺴﺮﺗﻬﺎ ."
ﻧﻌﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﺎﻟﻤﻲ ... ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻮﺻﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻸﺑﺪ ﻓﺎﺭﺗﺎﺣﻮﺍ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ... ﺃﺿﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻷﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻛﻲ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ .