ﻛﻦ ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ
ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ ﺑﺴﺘﺎﻧﺎ ﻟﻴﺴﺘﺮﻳﺢ .. ﺃﻧﺎﺥ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﺛﻢ ﻧﺎﻡ ﻗﻠﻴﻼ .. ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ .. ﺟﺎﺀ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ... ﺭﺍﻯ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﻘﺖ .. ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ ﻭﻋﻠﻢ
ﺍﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﺎ ..
ﺗﺸﺎﺟﺮ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻓﺎﺫﺍ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻳﻀﺮﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻓﻴﻠﻘﻴﻪ ﺻﺮﻳﻌﺎ ... ﺃﻗﺒﻞ ﺃﻭﻻﺩ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭ ﺃﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﻘﺎﺗﻞ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻟﻠﻘﺼﺎﺹ .. ﻃﻠﺐ ﺻﺎﺣﺐ
اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻤﻬﻠﻮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﻓﻴﻮﺻﻲ ﻟﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ .. ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭ ﻣﻦ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻌﻮﺩ .. ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺃﺿﻤﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ .. ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﻋﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ
ﻣﻌﻠﻮﻡ ..
ﻭ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ .... ﺫﻫﺐ ﺃﻭﻻﺩ
ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻛﻴﻒ ﺗﻀﻤﻦ ﺭﺟﻼً ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻭ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻠﺪﻩ ؟ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ : ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻗﺪ ﻭﻟﻮﺍ ..
ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﻭ ﺃﻗﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻒ ﺑﻴﻨﻬﻢ ..
ﺳﺄﻟﻮﻩ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﻴﻦ : ﻟﻢ ﻋﺪﺕ ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻚ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻗﺪ ﻭﻟﻮﺍ .. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ : ﻭ ﻧﺤﻦ ﻗﺪ ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻚ ... ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻗﺪ ﻭﻟﻮﺍ ..
الحكمة :
ﻻ ﺗﻘﻞ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺃﻧﺎﺱ ﺻﺎﺩﻗﻮﻥ ﺃﻭ ﺃﻧﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺷﻬﺎﻣﺔ .. ﺑﻞ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺸﻬﻢ ﻓﺄﻧﺖ ﺣﺎﺭﺱ ﻟﻠﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻭﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ .