كيف نكون عباد الرحمن ؟؟؟!!!
يقول الله تعالى :
" وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴿٦٤﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا
عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴿٦٥﴾ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا "
لما ذكر الله عز وجل حال عباد الرحمن بالنهار مع الخلق , عرج إلى ذكر صفاتهم في
ليلهم وخلواتهم , وهو حالهم مع الخالق سبحانه,قال تعالى :" والذين يبيتون لربهم
سجدا وقياما * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها
ساءت مستقرا ومقاما".
فذكر لهم صفتان رئيسيتان :
-صفة العبادة الفعلية , وعبر عنها بالسجود والقيام.
-وصفة العبادة القولية , وذكر أعلاها وأكملها وهي الدعاء .
وإنما اكتسبوا صفات النهار بما خضعوا لله في خلواتهم فهداهم لأحسن الخلق وأحسن
الصفات , ولذلك كان من دعاءه صلى الله عليه وسلم :" واهدني لأحسن الأخلاق لا
يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها"[5] فإنما تجلب
الأخلاق بتوفيق الله وهدايته.
وذكر من العبادة الفعلية السجود وهو أشرفها فما من وضعية ولا هيئة هي أكثر خضوعا
وتملقا لله من السجود ، وكذلك القيام وهو محل تلاوة القرآن وهو أشرف المقولِ فجمعوا
بين شرف الهيئة وشرف القول والحال .
والسجود من مواطن استجابة الداء الحقيقة , قال صلى الله عليه وسلم: (وأما السجود
فاجتهدوا في الدعاء , فقمن أن يستجاب لكم)
وذكر أن أعظم ما يستعيذون منه جهنم
وهذه صفة أيضا من صفات المؤمنين المضمنة , وهي الخوف مما وعد الله به الكافرين
والعصاة , وهي النار التي هي كالغريم الملازم لمن خالف أوامر الله تعالى ,
قال ابن كثير : " إن عذابها كان غراما " أي: ملازما دائما