يحق للاعبي فريق برشلونة الأسباني ان ينتقدوا، من اليوم وحتى ما شاء الله، حكم مباراتهم البرتغالي في ذهاب نصف نهائي دوري ابطال أوروبا، ويجوز لهم من اليوم وحتى ما شاء الله ايضا، ان يوجهوا اصابع الاتهام إلى من شاؤوا، بيد ان واقع تأخرهم امام انترميلان الايطالي بنتيجة 1/3 لن يتغير، فهو الحقيقة الوحيدة، وهذه هي كرة القدم التي ارتضاها الجميع، ويعشقها السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي، ويتمسك بابقائها «لعبة انسانية» لا يجوز ادخال «التكنولوجيا» إلى عالمها بغية كشف تسلل أو تأكيد تجاوز كرة لخط المرمى أو غيرها.
قبل انطلاق المباراة، لم يتقدم جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة الخلوق، ولا قائد الفريق كارليس بويول المشاكس، ولا حتى رئيس النادي خوان لابورتا، رغم كونه محامياً لامعاً، بأي التماس يستبق وقوع الحكم في خطأ يضر بمصالح ممثل كاتالونيا، وبالتالي اصبح كل ما يدور في فلك ذلك اللقاء، بمفاعيله الايجابية وتلك السلبية على طرفيه مقبولاً من الجميع.
هذا بالتحديد ما جرى قبل سنة تقريباً على استاد «ستامفورد بريدج» في لندن عندما اقترف الحكم النروجي هينينغ اوفريبو «جرائم» بحق تشلسي الانكليزي آلت في النهاية إلى تأهل برشلونة، نعم برشلونة نفسه، إلى نهائي دوري الأبطال، وفتحت الباب امام الأرجنتيني ليونيل ميسي وزملائه لتحقيق ما سمي «السداسية التاريخية».
حاسة النظر خُصت بعينين اثنتين وليس بواحدة، وبالتالي كان يقع على عاتق لاعبي النادي الكاتالوني النظر إلى «المسألة» من منظار شامل وليس من زاوية ضيقة.
وإذا كان برشلونة حقاً ذاك الفريق الذي غزا القلوب في السنوات القليلة الماضية، فإن عليه التعويض ايابا في ارضه والرد على الحكم الذي احتسب هدف الأرجنتيني دييغو ميليتو رغم كون الأخير متسللاً، مع العلم ان ميليتو نفسه حرم من تسجيل هدف شبه مؤكد في الشوط الأول من المباراة نفسها عندما احتسبت ضده حالة تسلل قبل ان تثبت الاعادة انه كان في وضع سليم.
محظوظ برشلونة جداً كونه يمتلك بطاقة زمنية تمنحه الفرصة لمدة 90 دقيقة وربما اكثر للانتقام من التحكيم، في وقت حرم فيه تشلسي حتى من مجرد الاتيان برد فعل عابر ازاء الظلم الذي لحق به.
وطالما ان بلاتر هو «رئيس جمهورية كرة القدم» وطالما ان قراراته هي بمثابة «الاحكام النهائية والمبرمة» فإن على «الضحايا» الاقتناع بأي ظلم يلحق بهم والتسليم بأنهم ارتضوا بتطبيق تلك الاحكام على انفسهم... قبل سواهم.
لقد اثبت برشلونة انه قادر على تقديم اجمل كرة قدم في العقد الأخير، بقيادة ميسي، ذاك القزم الذي تعملق وهز عرشي مواطنه دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه، واثبت برشلونة نفسه انه بطل من تلك النوعية التي لا تموت، فلم لا يؤكد تلك الحقيقة اياباً في «نو كامب»؟
برشلونة 2010 اكد انه بقدر ما يعرف ان يربح، فإنه لا يعرف كيف يخسر، وكان الأجدى بتشافي هرنانديز وجيرارد بيكيه وآخرين التصرف كأبطال حتى وان فرضت عليهم كأس الخسارة المرة في معركة عابرة لم تحسم الحرب حتى الساعة.
" نقلا عن جريدة الراي الكويتية "